كيف أغرس حب القراءة في الأطفال والمراهقين ؟



كيف أغرس حب القراءة في الأطفال والمراهقين ؟


كيف تربي ابنك على القراءة؟  وكيف تجعل الكتاب لعبته المفضلة ؟

من الواضح أن العصر الحالي قد فرض الكثير من الصعوبات للوالدين حتى يستطيعوا صرف انتباه أطفالهم عن العالم الرقمي وتخفيف إدمانه ..

ويتساءلون عن أجوبة وحلول لهذه المعضلة ..

إن قرار إبعاد العالم الرقمي كامن بين يدي الوالدين فهو خيار سهل ، خاصة للأعمار الصغيرة دون 9 سنوات .. وبذلك تتسنى لكم الفرصة خلال هذا العمر أن تربوا أطفالكم على حب القراءة حتى يجعلوها جزء من يومهم ..

فلا داعي في هذا العمر بالضرورة لاقتناء تلك الأجهزة وفي راي الشخصي حتى عمر 12 فلا داعي لها أيضا .. بالطبع أن القراءة أفضل عادة قد يكسبها الوالدين لأولادهم بلا شك .. فالقراءة تتعدى كونها وسيلة مهمة لكسب المعرفة ، بل تصل إلى إكساب الأطفال مهارات كثيرة كاللغة والتواصل ، وإثراء الخيال والإبداع ..

سأدمج في هذا المقال بين نصائح تحبيب  القراءة للمراهق و الطفل ..

يعود غالبا سبب تدني نسب القراءة عن الأطفال في الوطن العربي هو شعورهم بأن ذلك يشبه الكتب المدرسية وظنهم أن القراءة مملة  ..

يقع العاتق الأكبر هنا على الوالدين لغرس هذه العادة منذ الطفولة  حتى من مرحلة الجنين وذلك بالقراءة له فهو يسمع ما تكلمه به الأم ، وحتى في عمر الأشهر دع الطفل يتعود على الكتب والأوراق وأن يلمسها ويستشعر وجودها حوله ... 

بعدها يأتي دور الوالدين  للقراءة لأطفالهم دون سن 4 سنوات ، وذلك بالخطوات التالية :

1.خصصي زمانا ومكانا للقراءة ..، ومن الأفضل أن يكون وقتا هادئ  ومكانا مريحا بعيدا عن المشتتات وقد يكون الأفضل هو قبل وقت النوم بنصف ساعة مثلا ..

2. إقرئي لهم وانت مستغرقة في القراءة وبكل كيانك وابذل جهدك حتى يدخل في أحداث القصة .. وأدخلي الأصوات والمؤثرات والنبرات .. ، وشاركي إخوته الأكبر سنا في ذلك أو دعيه يقرأ له القصة ..

3. أما عن الطفل الحركي فبإمكانك أن تقرئي له وهو يتناول طعامه ، أو اسمحي له بالمشاركة في قلب الصفحات وقد يكون إدخال بعض الأنشطة الحركية حيلة جيدة ، أي اقتناء الكتب التي تحوي على أجزاء تركيب أو تحريك أو إدخال أو ما شابه ..

فالطفل يستمتع عند رؤية المفردات التي يتعلمها في الحياة العملية واقعيا .. وأكثري من الأسئلة عند القراءة ..

4. دعيه يعبر عن استفادته من القصة بالرسم أو التمثيل أو أن يروي ذلك لفرد آخر ..

وبعد هذه الخطوات وعندما يصل الطفل إلى سن سيمح له بالقراءة بنفسه شجعيه على ذلك ، أو اجلسي معه في وقت قراءتك ودعيه أيضا يتناول كتابا بجوارك   ..

 لا تحددي له مهمة معينة بالضرورة كإنهاء 10 صفحات في 20 دقيقة مثلا لان ذلك سيصرف انتباه الطفل من الاستفادة بمحتوى الكتاب وإنما سيود الانتهاء في الوقت فحسب ..


صور لأفكار قد تساعد لابتكار مكان القراءة المخصص ، أضيفي تفاصيلك إليه واجعليه مكانا حميمياً حتى يحب الطفل الجلوس والقراءة فيه :







ثم إنه كما هو المعلوم أن فاقد الشيء لا يعطيه فإن لم يشاهدك طفلك وأنت تقرأ الكتب ويعلم بأنك مستمتع بها سواء للطفل أو المراهق فإن جره نحو ذلك سيكون مهمة صعبة فالقدوة أحد أهم أركان الحياة لدى الأطفال حتى مرحة الشباب ..

لذلك عليك أولا ان تكون أنت افضل قدوة لأولادك..

(القراءة ليست هواية أو متعة إنها من ضروريات الحياة تماما كالهواء)

(لذلك اجعل القراءة عادة يومية )

ثم تحدثه عن تجربتك في القراءة وتشاركه ما تقرأ وما قرأته وتناقش معه الأفكار التي بالكتب وتخبره بمدى استمتاعك بالقراءة وأنها توصلك لأبعاد وحقائق لا تقدر بثمن ولن تستطيع بلوغها دون الكتب .. 

فذلك سيجعله يكتشف حقيقة السر الكامن وراء تلك الأغلفة والأوراق .. ثم إن ذلك سيزيد من ترابط

 العلاقة بينكما ويقويها ..


ثانيا :

اسمح للطفل أو المراهق باختيار كتبه الخاصة ، وتكوين مكتبته حسب ميوله بغض النظر عن عمره حتى من سن سنة ونصف .. أو قم بالتظاهر بذلك اذهب مسبقا إلى المكتبة واطلع على الكتب الموجودة فيها ثم اصحبه في المرة التالية و تظاهر بانك تسمح له بالاختيار خاصة لصغار السن..


فللأطفال دون 3 سنوات وجهه لاختيار الكتب ذات الصور الملونة والعبارات الصغيرة أو بدون عبارات حتى تسمح له بنسج القصة بمفرده ، والكتب التعليمية التي تصدر الأصوات  وقد تكون كتب الثلاثية الأبعاد أيضا نوعا محببا ..






عليك عند اختيار الكتاب معه أيضا أن تراعي مضمون الكتاب قبل الشكل بما يتناسب مع عمره .. واختاري له ما يعلمه القيم الأساسية و الأخلاق بما يتناسب أيضا مع عادات المجتمع .. 

وبإمكانك أن تستخدمي القصص في توجيهه للسلوك الصحيح بدل التوبيخ أو الأمر بطريقة غير مباشرة .. 

وغالبا ما تكون أقدر الكتب  على جذب الأطفال هي التي تجيب عن أسئلته وتشبع فضوله ..

وقد يساعدك سماحك للطفل بالاختيار أن تفهمي طريقة نظره للمواضيع والأشياء من حوله أو المشكلات التي يواجها ولا يستطيع شرحها أو إيصالها ..

(اسمحي له بالاختيار ونمي له ميوله)

أما بالنسبة للمراهق فالأمر سيان أيضا ولكن دون كبت حرية الاختيار وذلك ينقلنا إلى النقطة التالية وهي الصبر ..

من المهم أن تصبر حين يقرأ طفلك ، ولا تقاطعه لتنتقده فذلك سيجعل القراءة أمرا جديا بزيادة ..

 لا تقم بانتقاد طفلك عند قراءته ولا المراهق كذلك أو أصلح له خطأه بطريقة لا تشعره أن هذا جاد و تعليمي ومنظم .. 

كن صبورا عند اختيار ابنك للكتب أيضا واسمح له أن يكون نظرته وأن يبني شخصيته الناقدة الخاصة ..

فحب المراهق لقصص الاثارة والرعب والجرائم والروايات الغريبة وقصص مصاصي الدماء لن يغير من كونه يتقدم على الأقل في القراءة ،أي اسمح له بالتدرج حتى يصل لقراءة تلك الكتب المشبعة بالمعلومات دون الشعور بأنه إجباري أو ملزم ..

(اصبر عن الأمر والانتقاد وكن إيجابيا دائما ومشجعا له  ، واسمح لولدك أن يكون شخصية ناقدة باقتنائه كتب مختلفة عن التفكير السائد قليلا ولا اقصد بذلك الكتب التي تخرجه تماما بل الجيدة التي تحوي الرأي الآخر في موضوع ما ..)

أما بعد سن 7سنوات حتى المراهقة فهنا يكون المفتاح هو الاستفادة من اهتمامات الطفل أو المراهق لدعم نجاح قراءته ..

وتكون اهتمامات الطفل في سن 9 الى 12  بالتحديد كالتالي (ليست بالضرورة ): بالنسبة للبنات فقد تميل إلى القصص و الروايات الانفعالية (عن الطريقة التي تعامل بها اشخاص ما اتجاه مشكلة معينة ).

أما عن الأولاد فهم يميلون إلى الكتب التي تحكي قصص الأبطال والاكشن والمغامرة وغيره..

لا شك أن أحد أهم المواضيع التي يجب أن يقرأ عنها الطفل في هذا العمر هي السيرة النبوية والسير الذاتية للشخصيات الإسلامية العظيمة والصحابة والتابعين والعلماء والسلف الصالح ..

لأن ذلك سينبه الطفل في مرحلة لا بأس بها بأنه ينتمي إلى أمة عريقة ويعزز قيمة الشعور بالإنتماء إلى الهوية والدين والوطن ..

و تولد لديه الرغبة بالاقتداء بهم والسير على طريقهم .. (هنا يكمن دور القصص في مرحلة الطفولة أو النشء بتحويل القراءة من هواية إلى أحد ضرورات الحياة ..)



كما ذكرت سابقا فإن المفتاح لتشجيع المراهق على القراءة هو السماح له باختيار الكتاب الذي يناسب ميوله وقدراته ومستواه العقلي والثقافي ....

قد يميل ابنك في هذا السن نحو المواضيع التي تناقش همومه الشخصية ..

 وغالبا ما يتردد المراهق في اخذ كتاب جديد فلذلك السلاسل هنا قد تكون طريقة صائبة لأنه عند انتهائه من الجزء الأول سينتقل للجزء الثاني وهكذا ...

مثلا إن كان ابنك المراهق يحب الأفلام شجعه على مشاهدة الأفلام المبنية على سير ذاتية حقيقية أو خيال علمي واقرنيها بالكتب أي اشتري النسخة الورقية من الفلم و ناقشيه عن مدى اختلاف الفلم عن الرواية الحقيقة..

 كما أن المراهق بعد سن 12 غالبا يحب الكتب قراءة الكتب المقفاة  ذات الوزن والسجع والصور البلاغية .. أي قد يكون الشعر أحد أهم الخيارات المتاحة ..

وبالتالي كل ذلك سيقود المراهق لاقتناء المزيد من الكتب والبحث و القراءة عن المزيد..


قومي بإدخال القراءة في عالمه الرقمي وذلك بالتالي : 

1. دعيه يحمّل تطبيقات الكتب الرقمية والكتب الصوتية على جهازه ..

2. شجعيه بمتابعة القراء والمؤلفين  ودور النشر والمكتبات على مواقع التواصل الاجتماعي .

3. ادخليه في الأنشطة القرائية المختلفة نادي للقراءة .. مجموعة للتحدي .. وغيره

4. شجعه على الارتباط بمجريات والأحداث في العالم والاشتراك في الصحف والمجلات في المجالات التي يحبها  فذلك سيفتح عينيه على مختلف المواضيع ويشجعه  على مواصلة البحث والقراءة ..


نصائح عامة :

 أدخلي الأصدقاء  و الأهل والأقارب في ذلك ودعوا بينكم منافسات ومسابقات .. وناقشوا ما قرأتم و تبادلوا المعلومات باستمرار ..

إملئي المنزل بأركان للكتب في غرفة المعيشة والمطبخ وغيره  بمختلف المجالات .. حتى يجد ابنك الكتب دائما بجواره ويستمر في المطالعة و القراءة ..

احرصي على تواجد الكتب في كل مكان وزمان حتى يشعر بأهميتها خذها معك في الرحلات الطويلة و رحلات الاستجمام و في غرف الانتظار وفي كل مكان ..

(دعه يدرك أن للكتاب رونقه وبريقه الخاص الذي  لم ولن تغطي عليه التكنلوجيا ذلك ..)

النصيحة الأخيرة ، لا بأس بقليل من الثناء والمكافئة عندما ينهي ابنك قراءة كتاب ما ، لعل ذلك يكون حافزا مهما لدفعه للتقدم والاستمرار أبناؤكم ينتظرون منكم دائما المدح والتشجيع ..) ولذلك فإذا أردت أن تكافئيه عن قراءة كتاب ما  ابحثي عن شيء يشجعه أيضا على القراءة .. ويضفي له جو المتعة ويزيد من تحمسه لوقت القراءة ..

وإليك بعض  الأفكار البسيطة :...








ختاما أرجوا أن المقال المختصر والبسيط هذا نال إعجابكم ، فقد حاولت فيه جمع المعلومات باختصار شديد و أرجوا أنني وفقت في ذلك ..


(تم بحمد الله )



أرجو أن يكتب من يقرأ انتقاده في التعليقات على المدونة أسفل كل مقالة و سأكون ممتنة لذلك🍃 .. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب ينصح بها لطلبة العلوم الشرعية