تخاريف الطاقة

  

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اعتقد بأن هذا المقال سيغلب عليه صيغة الأنا بعض  الشيء .. أنا أحدثكم بصفتي شخصا قام بالطلاع على هذه العلوم احسبه اطلاعا لا بأس به ....

 

لم يكن السعي في البداية وراء فهم هذه الأشياء الا كإضافة لم اكن حينها بالطبع متعصبة للفكرة إذ ، ما دفعني إلى متابعة هذه المواضيع في تلك الفترة هي عدة أسباب لعل أبرزها ان هذه المواضيع تحمل أسرار وتفاصيل مبهرة وتجذبني أنا شخصيا .. والسبب الثاني هو حالتي النفسية اذ كنت ابحث حينها عن ما بإمكانه إصلاحها .. ، وبالإضافة الى عدم وجود المصادر التي يمكن ان يلجا اليها أي شخص يرغب في الاطلاع على علوم ما وراء الطبيعة بين يدي ( اعني بذلك كتابا يشرح حقيقة هذه العلوم والطريقة المناسبة لفهمها بالنسبة للمهتمين بذلك ..) ، أو شخصاً يحترم اسالتي التي اطرحها والتي يكون وراءها الكثير من الحيرة ، فالإجابات دائما تأتيني فاترة ومن القشور من قشور العلم  ...

 

 

 

كنت اؤمن بهذه الأمور واوقن بان من يتعلمها ويتقنها سيكون شخصا مختلفا وله طريقته في مواجهة احداث الحياة ، اذ كنت أحاول جاهدة ان افهمها من ناحية دينية ولكنني احسست انني وصلت الى طريقة معينة مسدودة (وذلك يعود أيضا لنفس الأسباب في الفقرة السابقة ) أي وماذا بعد لابد ان هناك المزيد ..ولكن بالطبع خلفيتي كانت دينية الى حد ما ، اعني بذلك انني كنت قد وضعت في الحسبان عدم إمكانية قبول هذه الأفكار غير صحيحة بالإضافة الى كونها دخيلة أيضا ..

 

بالطبع   بحثي لم يكن بهدف التطبيق او الانهماك والايمان بالفكرة سريعا بل كان كما ذكرت سابقا بهدف دمج كل شيء قد أوافق على تطبيقه بناء على خبراتي السابقة و معتقداتي ..   ووضعه كخارطة للمرحلة القادمة.. انا لا ازعم ان لدي الكثير من المعلومات عن تلك الامور .. بل ان احساسي وميولي قادني لهذا الدرب ...

 

ما كان يجذبني شخصيا في هذه المواضيع هو: حقيقة وجود عوالم أخرى .. التنظيف .. الاستنارة .. الوعي .. و تفسير الاحلام ..

 

والقدرة على تبديل الصناديق- كما تسميه د. سمية الناصر- يقصد بذلك القدرة على مواكبة تطورات الحياة بتغيير التفكير والتحكم بالطاقة في الجسد بسلاسة ....  اعني بذلك مثالا : شخص ما داخل حفرة ما لنعتبر انها أسلوب حياته أفكاره وطريقته .. لا اظن ان هناك من يستطيع ان يخرج مها بسهولة ما نقدمه لك هو كيف تستطيع فعل هذا في كل وقت دون أي عناء وانت مرتاح ، ان تتحكم في كل الطاقات من العالم وفي داخلك لتطوعها لخدمة مصالحك  فتكون مستعدا غالبا لأي ظرف في الحياة .. لا ادري ان وصلت الفكرة ولكنها عظيمة بالنسبة لي ( اعني من جرب مرارة الانحباس في نفس التفكير دون القدرة على تجربة أشياء جديدة او النظر الى الأفق او السعي الى احلامك بطريقة أخرى وما الى ذلك  ....)

 

بعيدا عن الجذب الذي لم يكن يخطر ببالي أصلا ..

 

ولأني كنت اشاهد خبراء  هذه العلوم على التلفاز منذ زمن طويل (الصورة البائسة للإعلام الذي يحاول دائما ادخال الأفكار غريبة الطراز و الأهم بعيدة الدين ، بالطبع هو يؤثر فينا دون وعي -لعل اهم الطرق التي وصلت بها هذه الأفكار أفلام الانمي والأفلام الغربية كذلك ، (افتار ، اسطورة كورا، ناروتو، د. سترينج ، وافلام الخيال العلمي، والانمي ايضا ...) ، اعني انك تشاهد وتحدث نفسك بانها مجرد خرافات ولكن هناك صوت آخر يقول وماذا ان كان صحيحا حينها سيفوتك الكثير لا باس بقليل من البحث .... ،  فقمت بالمتابعة وكنت راجية ان استطيع الحاقه بالسابق حتى يكون مزيجا لا يطاق.. ..

 

مجرد ان تفتح البوابة لنفسك بالدخول الى هذه الأفكار ، اعدك انك لن تخرج او ستخرج بصعوبة كبيرة جدا، الامر خطير للغاية ...

 

 

 

ثم سالت بعض الناس من حولي حول رايهم عن الموضوع بعد وقت طويل من متابعة تلك المواضيع..

 

بعد ان مررت بمرحلة طويلة من الحيرة ،و بصفتي شخصا يحاول  فهم حقيقة هذه العلوم .. ، من اشخاص قد يعطونني تفاصيل و معلومات اكثر عمقا ووضوحا عن الحقيقة ، ولكن اكثر ما لم يجعلني التفت لتلك الآراء انها كانت دون اطلاع عن ماهية الامر فعلا ، وكنت احاول سؤالهم بصفة غير مباشرة حسب خلفية الشخص، الامر بالنسبة لي قضية بقاء او موت ، فقد أصبحت اؤمن بها .. ولكن هناك من يتجاهل ولا يعطي لأسئلتنا أي قيمة ، لماذا قد يتجاهلنا الأشخاص ممن هم اكبر سنا ، ثم يقولن اننا جيل فاشل .. على العموم

 

غالبا ما يكون راي النساء كالاتي : نعم انا استشعر علم الطاقة واحس بوجوده..(فهذه طبيعتنا نحن حدسيات بامتياز)...

 

الرجال : (لو كانت فيها خير ما كانت سقحى) ،  ليس الجميع ولكن ما كنت اقصده انهم ماديون للغاية ويرفضونه باعتباره شيء سخيفا لأصحاب السخافات السخيفة ..

 

(طبعا انا قمت بسؤال الفئة الرائعة ، أصحاب العقول اللامعة ..)

 

 

 

وهنا وجب ان اذكر ان ما جعلني استيقظ هو احد هؤلاء ممن سالت بعد ان ارسل لي  كتابا من 93 صفحة (بعنوان: خرافة السر ) ، حقا من الرائع ان تستطيع إيجاد اشخاص من حولك يقدمون لك كل ما لديهم من معلومات و وجهات نظر حتى تصل معه الى الفكرة الصحيحة او على الأقل الأقرب للصحة ، مشاعر الانتقال من الفكرة الى الفكرة الأخرى رائعة للغاية وكان الأرض والسماء صارا كيانا واحدا اعني وكأنك تحلق -اكتشاف عظيييييييييم- ، هذا بالتحديد ما دفعني للرجوع الى بداية القصة والتي كنت قد نسيتها في هذه المرحلة ..، الرُّجوع والبحث والمقاربة ..

 

 

 

ماذا اقصد بعلم الطاقة ؟

 

وهنا دعنا نرجع الى بداية القصة.. ماهي علوم الطاقة او ماذا اقصد بالتحديد..

 

أعنى بذلك بالتحديد المواضيع التي تعتمد على العقل الباطن والاثير والمشاعر دون أي شيء آخر تقوم بتطويع الطاقة الكونية وجعلها كيان متحد مع العقل البشري، وتنص على وجود طاقة معينة منبعثة من كل شيء في الكون وانت تستطيع تطويعها بنفسك بما فيها طاقات جسدك..

 

أي انك حسب ما يطرحون تمتلك طاقة لها ذبذبات ، فتقوم بضبط هذه الذبذبات في نفس خط الشيء الذي تريده(تريد الوصول الى مرحلة معينة من الثراء او مرحلة معينة من المعرفة او حتى تريد الحصول على معلومة ما ) فتحصل عليه بكل بساطة، بان ترتبط بهذه الطاقة الموجودة أصلا..

 

هذه الطاقة التي يدعون وجودها لا تشكل أي نوع من أنواع الطاقات الموجودة في العلوم المختلفة ،طاقة كهربائية او نووية او كيميائية او فيزيائية لا شيء من ذلك.. هي شيء روحاني غيبي لا يمكن ادراكه بالمختبرات بل يدرك بالسمو الروحي!

 

بالطبع انا قمت بمتابعة هذه المواضيع كونها مطروحة من قبل أكاديميين وخبراء واشخاص تحت مسميات علمية وهم مسلمون (على العموم سوف اعود لهذه النقطة بعد التعريف بالعلم هذا).

 

 

 

يقسم هؤلاء الأشخاص الانسان الى عدة أجساد وتختلف اعدادها هناك من يقول انها 7 او 9 ولكن المتفق عليها هي التالية : جسم اثيري(جسم يتفاعل مع الذاكرة الكونية والعوالم الأخرى)، جسم عاطفي(مشاعري)،جسم حيوي، جسم بدني(مادي)،جسم ارضي-لا اعلم ماذا يقصد بهذا ولن ابحث-،جسم عقلي.

 

هناك مسميات وطرق كثيرة تندرج تحت نفس هذا البند ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر:

 

دورات اون لاين او مسجلة مدفوعة ،تساعدك على التحكم بالمشاعر (الخوف ، الحزن ، القلق ، الغضب ، التأنيب.. الخ) وكذاك أخرى تساعدك على تحويل الازمات الى طاقة مثل ازمة كورونا كيف تحولها الى طاقة .. (وقد تأتي تحت مسمى دورات تنمية الذات !!!)

 

(طبعا ليس لهذا علاقة بالتفاؤل وحسن الظن بالله او تدريب العقل الباطن على عادات معينة وممارسات بلا وعي او ما شابه ذلك ، المقصود به جعل العقل اللاواعي قادرا على شفاءك او اعطاءك ما تريد..)

 

 

 

إضافة إلى ما يسمى أيضا بعلم (الفنج شوي) وهو عبارة عن طريقة تصميم الديكور الداخلي وغيره باتباع قوانين معينه لتسبب او تعكس طاقة معينة (الراحة ، النشاط ، السعادة ، الانسجام ... الى اخره ..).

 

بالإضافة الى العلاج من الامراض الحقيقية : السرطان، امراض الاعصاب والمفاصل والعظام وغيره..

 

وذلك حسب قولهم بالعلاج حسب مراكز الطاقة في الجسم ،اذ انهم يعتقدون بوجود مراكز روحية كونية في الجسم الطاقي -الاثيري- ولهذه المراكز مراكز مشابهة في شبكة الاعصاب أيضا، وهي مقسمة الى أجزاء تسمى ب(الشاكرا) ويسمى هذا العلاج في الثقافة  اليابانية (الريكي).. وتعتمد على تأثير اللمس على جسد الشخص حسب المنطقة ..._هذا لا يرتبط بالطب العلمي الحقيقي و الأعصاب او مكانها او ما شابه هو فقط معتمد على تقسيم معين طاقي نسجوه بمفردهم..-

 

بالإضافة  للمقدرة على الاستشفاء الذاتي والتخلص من الضغوط باتباع خطوات معينة توصلك الى ما يسمى  بالتنظيف من الهلوسات النفسية وما الى ذلك ثم الوعي فالاستنارة ...

 

تقسيم العلاقات بين الافراد الى مسميات (توأم الروح)،(توأم الشعلة )... وهذه  العلاقات حسب ما يقدمونه موجودة سابقا الا انهم يقومون بتفصيلها وشرحها وبيان الطريقة التي تسير بها غالبا وغيره وهي تخص الجانب الروحي في الطرفين غالبا، وتصل انعكاسات ذلك الى الحياة المادية .....

 

هناك شيء آخر في الواقع أيضا لم اهتم به كثيرا ولكنه مطروح أيضا ، وهو مقدرتهم على معرفة الغيب وما قد يحصل لك مستقبلا بطرق مختلفة عن طريق خط يدك او برجك و الى آخره..

 

(طبعا هذا لا يدخل في علم الفراسة بل هو مختلف اذ انهم يعتمدون هنا على اختلاف طاقتك وتوزيعها في جسمك والى آخره)

 

كذاك يعطون كل شخص حسب برجة حجر كريما يناسبه بدعوى انه سيساعده في ضبط الذبذبات الكونية ..

 

ويقولون بان شحن مراكز طاقة معينة في الجسم قبل النوم يمكنك من التحكم بأحلامك! أي أنك ستتواصل مع هذه الذاكرة الكونية والاثير عن طريق الاحلام..، وتستطيع من خلالها ان تصل لأي معلومة كونية، بل وتستطيع تحصيل العلم وإيجاد الاختراعات بهذه الطريقة وقد قالتها د. سمية الناصر صريحة في أحد مقاطعها!

 

 

 

الاسقاط النجمي(الاثيري، الخفي، الشفاف .. الخ) : هو الاعتقاد بوجود جسد اثيري من اشعاع  ينفصل عن الجسد المادي في ظروف معينة دقيقة، وهذا ليس انفصالا وهميا بل حقيقي! فتستطيع من خلاله الذهاب الى عوالم أخرى او الذهاب للماضي او المستقبل ، الصعود الى السماء مع الملائكة، او الذهاب الى عالم الجن، او حتى تستطيع ان تذهب لشخص آخر لتلتقط أحلامه وذكرياته وأفكاره ..

 

كما ان لديهم مفتاحا سريا للطاقة اللامحدودة وهي ترنيمات (المانترا) لا اعلم حتى ما يجب ان يكون هذا بالتحديد -لابد بانها خرافات واساطير ما انزل الله بها من سلطان او شعوذات-..

 

 

 

 

 

الان من الواضح ان طابع العلوم هذه غربي بامتياز  وقد قدموا بها من الثقافة البوذية  والهندوسية الشركية ،ومن دول شرق اسيا..  أي انها في الأساس مأخوذة من عقائد شركية وثنية وصلت الى الغرب عن طريق الشرق اسيويين ثم فصلت على مقاسات حتى تليق بالعرب المسلمين وهي بلا أساس سليم او قاعدة معترف بها في الأوساط العلمية الاكاديمية ، مجرد أفكار واهية.. وقد تكون مصاغة بالطريقة هذه سعيا لتهديد العقائد و لتحريض الناس على الاهتمام بها من ناحية على حساب العمل الجاد الملموس و الواقعي ...

 

بعدها لا اذكر ما حصل تحديدا لكن ما كنت اتابعه كان يحمل الكثير من الموضوعية في راي اعني هؤلاء الأشخاص يقدمون لنا شرحا للمشاكل والحلول الحياتية بطريقة مختلفة اعني من زاوية نظر أخرى وكأنك بعد ذلك تقول يا الهي اين كنت عندما كان الناس يتعلمون هذا

 

أي انهم لن يصرحو مباشرة بقولهم هذا الكلام بل سيصلك هذا التفكير بطريقة ملتوية وستظل تتابع وتسمع دون ان تشعر انك تبيع عقيدتك

 

بصفتي قد جربت الخوض في المواضيع هذه، رغما انه كان بحثا سطحيا فقط الا انني  ..

 

.بالطبع لا استطيع ان انكر انه وبمجرد دخولك الى دوامة هذه الافكار لن تخرج منها الا بصعوبة ..

 

وان الخوض فيها سينسيك وجود العالم المادي لأني وبكل بساطة لم اسمع هؤلاء الأشخاص وهم يحثون الى العمل والسعي والتعلم وغيره .. كل ما يهمهم من الامر ان تفكر بحل المشكلات والسعي خلف الاحلام بطرق ملتوية محورها محاولة تغير القناعات والهام العقل الباطن والسيطرة على الطاقات  وغيره ..

 

لا انكر انني في تلك الفترة ابتعدت عن الجري خلف طموحاتي بالعمل الجاد فعلا كنت افكر كيف استطيع تطبيق هذه  الأفكار

 

وكيف استطع امتلاك القوى الخارقة ..

 

ولا انكر اني نسيت بان الهدف كان البحث والمؤامة وليس التطبيق المُباشر، ولكن كل ذلك الانبهار قادني الى التفكير في العمل بها دون انتظار فهي سر الكون الازلي ....

 

 

 

المثير للاهتمام ان هناك شيئا مشتركا في الأشخاص المهتمين بهذه العلوم ...، فهم واعون تمام الوعي ومدركون بصحة كل ما جاء به الإسلام وقد يكونون من المدافعين عنه مثل: (مريم نور، مها هاشم ،د. سمية الناصر، رهام الرشيدي، ومنهم مدربي التنمية البشرية مثل إبراهيم الفقي ومجموعة كبيرة من الرجال)  ،والبعض يدمج تخصصه بهذه الأمور دون وعي بالمآلات.

 مثلا د. سمية الناصر بحكم انها الشخص الذي قمت بمتابعته الفترة الماضية، وهي من الخليج وبالطبع ابرزها الإعلام أيضا مثلما ابرز الباقيين.. جاءت من عقر التدين السعودي، ودرست قران بحكم تدين العائلة حتى وصلت الى الدكتوراه..  (الدكتورة خلعت حجابها وسافرت الى أمريكا.. وبحثت أيضا في اوروبا، يقال بانها تعلمت كل هذا ببحثها بمفردها، أي انها سعت لفهم هذه العلوم من الغرب..) وكذاك هناك من مشى على نفس نسقها روان الرشيدي (مدربة الانوثة) -لا اعلم حتى من اين جاء هذا- وهي تقدم أفكارا شبيهه وقد خلعت حجابها أيضا لاحقا، وبالطبع لا ننسى الجانب الديني، أعنى بذلك ان الأشخاص    هؤلاء قد يكون بداية طريقهم باستشعار هذه العلوم وبالتالي السعي لفهم ماهيتها ثم التبحر فيها حتى جاءت بهذه الصيغة، وكأنهم مغرر بهم من الثقافات الغربية وجاءوا ليغرروا بالشباب المسلم العربي .....

 

هذه المواضيع متشعبة وتندرج تحت مسميات كثيرة نتيجة دخولها العالم العربي الإسلامي ولكنها في النهاية تخدم نفس النقطة او تعود لنفس الفكرة المطروحة السابقة.

 

اذا فقد تم جلب هذه العلوم في اطار إسلامي، وقد وصلت الينا بطريقة غر مباشرة، بل وانهم دائما ما يستشهدون بالآيات والاحاديث النبوية وحتى مواقف من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين والسلف الصالح..، يطوعونها حسب تلك الأفكار ويفسرونها كما يريدون لصالحهم!

 

 

 

 

 

علم الطاقة والفيزياء وباقي العلوم

 

بما ان هؤلاء نجحوا في ادخال هذه الأفكار تحت مسميات علمية  وحتى تخصصات جامعية ،و بالمناسبة فإن نظرية وحدة الكون والذاكرة الكونية هذه هي خاصة بهم، تدخل في هذه العلوم بشكل مباشر للغاية ، وهي موجودة تحت مسمى (كيش ) في الديانة الهندوسية ويقولون بانها عنصر أساسي من عناصر الوجود.. ومن يستطيع الوصول اليها فقط هم الوسطاء الروحيين أصحاب المواهب المميزة ....

 

(يقصد بنظرية ذاكرة الكون ان كل شيء حصل وسيحصل في الكون موجود ومسجل سابقا، الا ان وجود الابعاد الزمان والمكان يمنعنا من إدراك هذه المعلومات)

 

ان الشغل الشاغل لعلماء الفيزياء هو إيجاد اطار موحد للكون يستطيعون من خلاله تفسير الظواهر، .. فقام هؤلاء باستغلال النظريات الفيزيائية لصالحهم، رغم ان هذه النظريات مجرد نظريات ولا دليل قاطع يدل عليها ولم يثبتها العلم الى الان، وهناك من يعارضها من علماء الفيزياء أيضا، واعتقد انها في طريقها الى الزوال كما حصل لسابقاتها من النظريات..

 

هنا وجب ان نستدرك ان علماء الفيزياء وبالأخص فيزياء الفضاء كانوا مجرد ملحدين اذ ان الايمان بوجود مدبر وخالق للكون معدوم، وهذا ما يدفعهم للبحث خلف طريقة سير الكون.. الا انهم لن يصلوا الى مبتغاهم دون الايمان.

 

وكما كتبت بين الاقواس تحت كل مثال عن ماهية الفرق بين علم الطاقة و العلوم الأخرى : فعندما أقول علم الطاقة

 

-لا اعني بذلك أي طاقة من طاقات العلوم (فيزيائية، كيميائية، كهربائية..... الخ).

 

-ليس لهذه العلوم دخل باي من: -علم الطب الحديث.

 

-علم الفراسة وتحليل الشخصية.

 

-هناك فرق بين برمجة العقل الباطن لأفكار وسلوكيات معينة وتنظيم الذكريات من خلاله استعماله في علم النفس والى آخرة، وجعل العقل الباطن مقدسا وانزاله منزلة الرب اذ انه باتحاده مع الطاقة الكونية سيهبك ما تشاء، سيكون المسؤول عن الشفاء والتحكم بأعضائك وتحقيق الاماني وغيره!

 

 

 

 

 

استدراك للتحليل

 

 

 

بما انني اشرت سابقا الى اصل هذه العلوم وهو الديانة الهندوسية والبوذية والثقافات الشرق آسيوية ،والذين يعتقدون بوجود هذه الطاقة الروحانية الغيبية والتي لا يمكن ادراكها وقياسها بالمختبرات ، بل يجب ان تدركها بالخبرة الذاتية والتأملات الباطنية ونحو ذلك ..  فدعنا نحلل اكثر حول هذه المعتقدات:

 

بما ان الأصل فيها الاعتقاد بوحدة الوجود(اتحاد الخالق والموجودات) وتسمى هذه العقيدة بالطاوية، وهي تنزل كل الأشياء المادية في الكون كل الموجودات منزلة الرب! أي انهم يقدسون هذه الطاقة الكونية وينزلونها منزلة الرب ان صح التعبير.. ويقولون بان الانسان له قدرات الهية مدفونة في ذاته!، اذ انه عند اتحاده بهذا الكيان او هذه الطاقة يصبح قادرا على شفاء نفسه من العلل، واعطاءها الرزق والوفرة والثراء والسعادة والانسجام والراحة وجلب أي شيء يريده أي شعور يريده!!!

 

 

 

فالهدف من هذه الممارسات ليس الشفاء بحد ذاته بالحصول على السمو الروحي والاتحاد المطلق بالكون .

 

 

 

اذا فهذه عقائد وثنية قديمة وقد صيغت بقالب جديد حديث، مجرد أكاذيب واساطير شركية وثنية ،او سحر وشعوذه والعياذ بالله..

 

انا لا ابالغ فعلا ان الامر خطير جدا، فبهذا يتم تهميش جانب العبودية لله والخوف من الله والرجاء والتوكل ، وبه تعرض عن تحصيل الأسباب وتترك العلم ، وتعتمد على الاحلام والاماني ..

 

اذا عن ماذا يبحثون ماهي الحلقة الناقصة ان كانت هذه الأفكار مجرد أوهام وعقائد وثنية ..؟

 

 

 

ما كان يدور في راسي فعلا اختصره الشيخ (محمد صالح المنجد ) في احد مقاطعة التي تطرق فيها لهذه المواضيع وقد ذكرها واطال الشرح بإسهاب، وعن معرفة وثقافة وجدت ضالتي فعلا بها ما قاله الشيخ هو: "ان الطاقة التي يبحثون عنها، هي الوعي الكامل".. هذه هي الحلقة المفقودة تماما.

 

يجرنا هذا بعدها لمعرفة الفرق بين علم الطاقة والعلوم الربانية وعلوم ما وراء الطبيعة

 

لن اترك هذه النقطة دون ذكر فهي سبب الهري الطويل هذا كله..

 

بالطبع كلنا يؤمن بوجود الغيبيات وعلوم ما وراء الطبيعة وكل هذه الأمور لا جدال فيها لأي عاقل فهي موجودة لا ريب فعلا..

 

ولكن ما هو الفرق؟

 

الفرق واضح للغاية هو ان هذه العلوم الربانية او الروحانية تستخدم بها الآيات القرآنية والاذكار وأسماء الله الحسنى وغيرها وتبدا وتنتهي بتجليات وكرامات الله يهبها من يشاء ، يوصل من يشاء الى ما قد يحصل في المستقبل ، ويوصل ممن يشاء من الاحياء في المنام مع الأموات ، وكل ذلك بيده سبحانه....

 

اما علوم الطاقة فهي شيء قائم على تقديس العقل الباطني والانسان وانزاله منزلة الرب والعياذ بالله، وايهامه بانه مكتفي ذاتيا وقادر على جلب الشفاء والرزق والولوج الى عوالم أخرى والاتصال بالأموات وغيره.

 

سبحان الله العظيم أينازعون الله في ملكه وقدرته جل جلاه!

 

اذا  ان إدخال هذه الأفكار في حياتك  سيجعلها تحل محل العمل الجاد و التفكير السليم باللجوء الى الله في كل المحن ، دائما هناك مخرج للمشاكل الصعبة فقط تذكر دائما ان هناك طريقة اسهل بكثير وهي قليل من التقرب الى الله .. لا اظن ان الإصلاح الداخلي وترتيب طاقات الكون كان يوما ما قدرة بشرية،  هل هناك شيء اعظم اثرا واجل قدرة  من العبادات والتقرب الى الله ولن يكون بنفس التأثير حتما ، ما كل هذه الطرق الملتوية التي يخلقها الانسان للابتعاد قدر المستطاع عن تطبيق التعاليم والقواعد التي تجعله سعيدا وراضيا وقد صيغت من رب الاكوان بأحسن ما يمكن حتى تكوِّن منه فردا منتجا دون أي خطا محتمل  ...

 

وان كانت لهذه العلوم أي منفعة لكان ديننا قد أشار اليها ، او وجدناها في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ..

 

(لم يكن هناك داع لكل هذا ).....

 

(اثر  الدعاء والخشوع والذكر والقران لا يساوي شيئا امام هذه الترهات فهي ليست حلولا ولا تستحق ان يطلق عليها ذلك )

 

(أخيرا كان الهدف من ذكر كل هذا هو التنبيه، ان هذه الأفكار تنتشر ومنتشرة كثيرا بين الناس وهي لا تصاغ بطريقة تتضح من خلالها انها عقائد فاسدة، بل هي نمط عام متبع، ويسهل اغراق أي شخص فيه ان يشعر بان الامر عبارة عن محو العقيدة، هذا ما وددت ايصاله باختصار شديد).

 

بالإضافة الى انني اود ان أوجه رسالة لكن الأشخاص عندما يسالك ممن هم اصغر سنا ارجوك ان ترحمه بإجابة تفصيلية مقنعة، اذ ان اجابتك التي لا تسمن ولا تغني من جوع هذه لن تؤدي الا لمزيد من تناثر الأفكار .. عندما يطلب شخص اقل خبرة منك اعطاءه رايك في امر ما ارجوا ان تسهب في الشرح وتعطيه كل ما تعرف من معلومات، لا تستهن بأسئلته -لن أتكلم طبعا عن الذين يتجاهلون-الله يرحمني-هذه بالطبع احد اهم أسباب التيه.

 

على العموم، كان الرجال على حق...

 الأمر المضحك المبكي والمهم لفهم خطورة الأفكار هذه هو أن الملاحدة يستعينون بعلوم الطاقة باعتبارها الطريق الروحي لهم، وهذه أسماء لبعض الكتب:

(Waking Up: A Guide to Spirituality  Without Religion) &( the little book of atheist spirituality) 

قال روحانية الملحد و الاستيقاض الروحي دون دين..


بالطبع ان الخوض في هذا الموضوع يحتاج افراد مقالات بل مجلدات خاصة ..، فحدث واطلق عن ديننا و الترغيب للجد والعمل  تأمل هذه الكلمات كافٍ للاستنهاض وحده ..

 

عن المختار عليه الصلاة والسلام انه قال: ( اذا قامت القيامة وفي يد احدكم فسيلة فليغرسها)

 

وكما يقول المتنبي: وما استعصى على قوم منال    اذا الاقدام كان لهم ركابا

 

ويقول عمر بن الخطاب : (الناس من خوف الفقر في فقر ، ومن خوف الذل في ذل )..

 

ختاما شكرا على حسن القراءة وقد كانت هذه محاولة للملمة افكاري المتناثرة وربطها وهذه كانت الخلاصة والتي لم تأتي من فراغ بل من  الكثير من التفكير والتحيُّر والبحث والاطلاع ، وهذي هي العصارة باختصار ....

 

 

 

 

 

كتاب خرافة السر (د.عبد الله العجيري):

 

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1-%D9%88-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B0%D8%A8-pdf


مقاطع الشيخ محمد المنجد عن علوم الطاقة : https://youtu.be/pDEQ-

 

3A7d6I https://youtu.be/Lek5HiV3B_M

 

https://youtu.be/zBuKM74m210

 

https://youtu.be/6pc9gRpklQA

 

 https://youtu.be/XR7dIFEq7Xo

 

الشيخ محمد المنجد العقل الباطن في ميزان الشريعة:

https://youtu.be/NjLLGrdI8Gc

(هناك المزيد من المقاطع للشيخ عن الموضوع وهذه القليل منها)


 و هذه من أفضل المحتويات التي استطعت الوصول إليها حديثا 

آخر تعديل السابع من أبريل ٢٠٢١ م 

الأستاذ أحمد دعدوش (عن الانمي و علاقتها بما سماه الباطنية الجديدة )

https://youtu.be/WNO0Uu0KNwQ

و في هذا المقطع شرح عن الحركة الباطنية الجديدة و الجميل ربطه اياها بمواضيع التنمية البشرية : 

https://youtu.be/AA96ukLQ5Kg

وقد تناول الكثير من ما يتعلق بهذا الموضوع في موقعهم السبيل وقناة السبيل في اليوتيوب. 

يمكنكم إيجاد مقالات عدة في الموسوعة على الموقع : 

https://al-sabeel.net/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84/


(تم بحمد الله).


أرجو أن يكتب من يقرأ انتقاده في التعليقات على المدونة أسفل كل مقالة و سأكون ممتنة لذلك🍃 .. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب ينصح بها لطلبة العلوم الشرعية