التفخيم والترقيق في رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.

 


                  بسم الله  الرحمن الرحيم 

 

تعريف التفخيم والترقيق:

التفخيم لغة: هو التغليظ والتسمين (لسان العرب 12\449-450)،الرقيق هو نقيض الغليظ والثخين، والرقة ضد الغلظة  (لسان العرب10\121).

وقد ذكر الشيخ المرصفي أن كلمة التفخيم يرادفها التغليظ ويكثر استعمال لفظ التفخيم عند الحديث عن الراء وأما التغليظ فيستخدم في بعض اللامات". 1هداية القارئ إلى تجويد كلام البارئ ط2-103 بتصرف).

والتفخيم اصطلاحا : هو سمن الحرف وامتلاء الفم بصداه، والترقيق هو: إنحاف ذات الحرف ونحوله، فلا يمتلئ الفم بصداه.(الميسر في علم التجويد –ط1-75).

وأضيف في المنير: "وذلك بجعله في المخرج سمينا، وفي الصفة قويا فيمتلئ الفم بصداه، فيسمع مغلظا.

والترقيق اصطلاحا: هو تنحيف الحرف بجعله في المخرج نحيفا والصفة ضعيفا، فيرق صوته فلا يمتلئ الفم بصداه". (المنير ط36-101).

وغالب ما اطلعت عليه من التعاريف هي من قبيل هذا التعريف، إلا أن تعريف المنير هو أجود ما اطلعت عليه لانفراده بذكر الصفة من حيث القوة والضعف في التعريف ذاته.

 

علاقة صفات الحروف بمبحث التفخيم والترقيق:

يرتبط التفخيم والترقيق بصفات الحروف من جانب الصفات اللازمة التي لها ضد من صفتي الاستعلاء والاستفال، والأكثر وضوحا وارتباطا هي صفة الاستعلاء.

 والاستعلاء هو: ارتفاع جري الصوت وظهوره من جهة العلو في قبة الفم عند النطق بالحرف. ولغة: هو الارتفاع والعلو.(حق التلاوة حسني شيخ عثمان ص203).

فصفة التفخيم تنتج بسبب ارتفاع اقصى اللسان وتراجعه إلى الخلف، وهنالك تلازم بين صفة التفخيم وصفة الاستعلاء التي تقضي تصعد أقصى اللسان سواء كان الاستعلاء مع الإطباق أم بدونه. ".(الميسر في علم التجويد ص74).

وقد قال عبد الوهاب القرطبي: "إن التفخيم والإطباق والاستعلاء في واد واحد".(جهد المقل للمرعشي ص154).

 ونجد هنا ذكرا لصفة الإطباق أيضا.. وهذا مخطط مبسط يوضح حروف التفخيم وعلاقتها بالصفات، حسب الحروف التي تلازمها صفة التفخيم.

 



والإطباق أقوى من الاستعلاء لأن الإطباق يشمل الاستعلاء فمتى حصل الإطباق (إلصاق طائفة من اللسان في الحنك الأعلى)، فلابد من حصول الاستعلاء. وقد تطرق ابن الجزري لهذا المعنى في قوله:

وَحَرْفَ الاِسْتِعْلاَءِ فَخِّمِ وَاخْصُصَا ... الاِطْبَاقَ أَقْوَى نَحْوَ قَالَ وَالْعَصَا (ص13 - كتاب المقدمة الجزرية).





                                             مراتب التفخيم والترقيق:

ولحروف التفخيم التي تلازمها الصفة مراتب تتفاوت فيها حسب صفات الحرف نفسه قوة وضعفا وكذلك تبعا للحركة التي على الحرف، فحروف الإطباق بها قوة أعلى لما ذكرنا آنفا أن الإطباق أقوى من الاستعلاء فال(ص، ض، ط، ظ) أشد تفخيما لوجود الإطباق.(الدراسات الصوتية عند علماء التجويد غانم قدوري الحمد ص402).

جدول يوضح مراتب التفخيم والترقيق على القول بخمس مراتب:



وفي الحروف (ق، غ، خ) عند الكسر تفخيم نسبي أي مائل للترقيق.

وإنما كانت الطاء أعلاها لاتصافها بكل صفات القوة التي لم تجتمع في غيرها من باقي الحروف السبعة إذ هي مجهورة شديدة مستعلية مطبقة مصمتة مقلقلة. وإنما كانت الخاء أقلها لاتصافها بكل صفات الضعف إلا صفة الاستعلاء.(هداية القارئ ص104).

 وهذه القاعدة تسري إلا مع استثناءات منها:

        عند الوقف على الغين أو الخاء بعد ياء لينة فيلحق بها تفخيم نسبي مثل (زيغ)، (شيخ)

        إذا وقعت الخاء ساكنة قبلها كسر وبعدها راء مفخمة نفخمها تفخيما قويا ليتناسب مع الراء مثل: (وقالت اخرج).

الحروف المفخمة وجها واحدا (دائما):

وهي كما سبق ذكره حروف (خص ضغط قض) والأصل في الراء التفخيم وهو الأولى أي المقدم ولهذا أشار الإمام الشاطبى بقوله :

وفيما عدا هذا الذى قد وصفته    على الأصل بالتفخيم كن متعملا  (ص29 - كتاب متن الشاطبية حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع - باب اللامات ).

الحروف المفخمة تارة والمرققة تارة:

وهي الراء والأصل فيها التفخيم كما ذكرنا آنفا، ومعها أيضا لام لفظ الجلالة والألف المدية وسيأتي ذكرها وتفصيلها في الصفحات القادمة إن شاء الله.


أولا: الراء:

للراء عدة حالات من ناحية التفخيم والترقيق في القرآن الكريم، ومنها ما هو دائر بين التفخيم و الترقيق لكنه أقرب لأحدها أكثر من الآخر..


 حالات تفخيم الراء :

1.الراء المفتوحة.

2. الراء المضمومة.

3.الراء الساكنة سكونا أصليا قبلها فتح أو ضم سواء في وسط الكلمة أو في آخرها.

4.ساكنة سكون أصلي متصل بها حرف مكسور قبلها وبعدها حرف استعلاء مفتوح في كلمة منفصلة.

5.ساكنة سكون أصلي بعد كسر أصلي منفصل عنها في كلمة أخرى.

6.راء ساكنة سكونا عارضا للوقف عليها وقد سبقها فتح أو ضم سواء كانت حركتها الأصلية مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة بشرط أن يسبقها ما يستدعي تفخيمها. 

7. أن تكون ساكنة سكونا عارضا للوقف عليها وقد سبقها ساكن مسبوق بفتح أو ضم سواء كانت حركتها الأصلية عند الوصل مضمومة أو مفتوحة مع استثناء الياء اللينة.(غاية المريد في علم التجويد ص167 بتصرف) (كتاب المنير ص108 بتصرف).



حالات ترقيق الراء:

1. الراء المكسورة سواء كسرا أصليا أو عاديا مع تفصيل سيأتي ذكره..

2.الراء المكسورة وصلا الموقوف عليها بوجه الروم، مثل:(والعصرِ).

3.الراء الساكنة سكونا أصليا في وسط الكلمة بعد كسر أصلي ولم يقع بعدها حرف استعلاء، مثل : (فرعون).

4.ساكنة سكونا أصليا في آخر الكلمة وقبلها كسر سواء وقع بعدها جرف مستفل مثل: (رب اغفر لي).

أو حرف مستعل وهذه الأخيرة جاءت ثلاث مرات في القرآن في : ("فاصبر صبرا" ، "ولا تصعر خدك" ، "أن أنذر قومك").

5.الراء الممالة والتي وردت مرة واحدة في القرآن حسب رواية حفص في كلمة: "مجريها" في سورة هود الآية 41.

6.الراء الساكنة سكونا عارضا من أجل الوقف بعد كسر في حرف مستفل أو مستعلي سواء كانت الراء مفتوحة أو مضمومة .

7.الراء الساكنة سكونا عارضا لأجل الوقف بعد ساكن صحيح مستفل قبله كسر.

8.الراء الساكنة سكونا عارضا لأجل الوقف بعد ياء مدية أو لينة ساء كانت الراء مفتوحة ،مثل: "الحمير"، "ضير"، أو مضمومة "قديرٌ" أو مكسورة "الطيرِ".




 الراء الدائرة بين الترقيق والتفخيم والترقيق فيها أولى:


1.الراء الموقوف عليها بالسكون وبعدها ياء محذوفة للتحقيق، لم ترد إلا في كلمتين في القرآن الكريم "ونذر" ، "يسر" فمن رققها نظر إلى الأصل وهي الياء المحذوفة للتخفيف ونظر إلى الوصل، ومن فخمها لم ينظر للوصل والأصل وإنما نظر إلى العارض وهو الوقوف بالسكون مع حذف الياء.

2.الراء الموقوف عليها بالسكون وبعدها ياء محذوفة للبناء وهي موجودة في كلمة واحدة في القرآن الكريم "أسر" وردت بصورتين : "أن أسر" و "فأسر"، ومن رققها نضر إلى الأصل وهو الياء المحذوفة وإلى الوصل حيث أنها مرققة لكسرها فأجرى الوقف مجرى الوصل ومن فخمها لم ينظر للوصل و الأصل.

3.إذا كانت الراء ساكنة للوقف وقبلها حرف ساكن تسبقه كسرة كانت الراء مرققة، كما تقدم مثل: "الذكر"، فإن كان الحرف المتخلل بينهما وبين الكسرة حرف استعلاء مثل: "مصر" ،"القطر" وفي ذلك خلاف.

4.إذا كانت الراء الساكنة سكونا أصليا سبقوه بكسرة وكن بعد الراء بعد الراء حرف استعلاء مكسور مثل: "فرق" ومن فخمها نظر إلى حرف الاستعلاء بعدها.


ثانيا: لام لفظ الجلالة:

تنقسم اللامات في القرآن الكريم إلى قسمين إما متحركة أو ساكنة: اللام الساكنة لها أحكام كالإدغام والإظهار. واللام المتحركة تكون إما مفخمة أو مرققة..(أنظر هداية القارئ ص120).

ولأصل فيها الترقيق لأنها من حروف الإستفال سواء كانت مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة، ولا تفخم إلا في لفظ الجلالة في حالتين اثنتين هما:

 1.إذا وقعت بعد فتح، وللفتح نوعان: فتح حقيقي، مقل الفتح الذي نجده بكثره، نحو: "قالً الله"، وفتح حكمي مثل قوله تعالى:" آلله خير أما يشركون" ، وقوله تعالى: "آلله أذن لكم" سواء تعامل معها القارئ في هذه الحال بالتسهيل أو بقلب الألف مدا.

2.إذا وقعت بعد ضم (والواو المدية قبل الهمزة حكمها الضمة)، نحو :"عبدُ الله".

وتكون مرققة إذا وقع الاسم الكريم بعد كسر سواء كسر عارض أو أصلي منفصل أو متصل (وياء المد قبل همزة الوصل حكمها حكم الكسرة كما في قوله تعال: "غير معجزي الله".


*ملحوظات مهمة في هذا الباب:

1* على القارئ أن يتفطن للام التي تقع بين حرفين مستعليين أو يسبقها حرف مستعلِ ولا يلحق بها شيء من التفخيم.(أنظر الميسر من ص97-80).

2*إذا ابتدأنا بلام لفظ الجلالة علينا أن نفخم الاسم الكريم لأن من أسباب التفخيم وجود الفتحة قبل لام لفظ الجلالة وغن كانت هذه الفتحة في لفظ الجلالة نفسها، مثل: "الله لا إله إلا هو". (هداية القارئ ص120، بتصرف).

 


ثالثا: الألف المدية:

تتبع الألف في التفخيم والترقيق الحرف الذي قبلها فإن كان حرفا مفخما فخمت مثل: "الصابرين"، وإن كان مرققا رققت، مثل: " العالمين".

*ملحوظة مهمة:

1*حكم الفتحة في التفخيم والترقيق حكم الألف، فترقق الفتحة التي تكون فوق الحرف المستفل لأن اللسان غالبا فيه تميل للتفخيم وهذا لحن. (أنظر الميسر ص81).

2*يجب الاعتناء بتخليص الألف المرققة إذا جاورت حرفا مفخما مثل: "و بطل"، أو إذا تجاورت ألفان إحداهما مفخمة والأخرى مرققة، مثل: "مرصادا".


ثانيا: الحروف المرققة دائما:

هي حروف الاستفال وقد أشار إليها ابن الجزري بقوله:

فَرَقِّقَنْ مُسْتَفِلاً مِنْ أَحْرُفِ    وَحَاذِرَنْ تَفْخِيمَ لَفْظِ الألف

وهَـمْـزَ: الحَـمْـدُ أَعُــوذُ اهْـدِنَـا    الـلَّــهُ ثُـمَّ لاَمَ لِـلَّــهِ لَـنَــا

وَلْيَتَلَطَّـفْ وَعَلَـى الـلَّـهِ وَلاَ الـضْ   وَالْمِيـمَ مِـنْ مَخْمَصَـةٍ وَمِـنْ مَـرَضْ

(المقدمة الجزرية ص12).


ثالثا: مواضع أخرى (من دون الحروف) تدخل فيها أحكام التفخيم والترقيق:(غنة الإخفاء الحقيقي):

الغنة هي صفة ملازمة للنون والميم، والنون أغن من الميم لذلك تظهر هذه الغنة في أحكام النون الساكنة والتنوين، وهنا نتحدث عن غنة الإخفاء لتعلقها بالتفخيم والترقيق في القرآن الكريم.

والغنة لغة: هي صوت رنين في الخيشوم.

أما اصطلاحا فهي: صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم لا عمل للسان فيه، مخرجها من أعلى الأنف وأقصاه من الداخل، مقدارها حركتين.

ويعتمد تفخيم النون الساكنة أو ترقيقها على الحرف الذي يليها وحركته أيضا..

وذلك لأن الإخفاء في النون الساكنة والتنوين يؤدي إلى انتقال مخرجها من طرف اللسان إلى مخرج الحرف الذي تختفي عنده فإن ذلك يجعل غنة الإخفاء تتبع الحرف الذي بعدها في الترقيق والتفخيم فإن كان الحرف الذي بعدها مفخما فخمت وإن كان مرققا رققت.(الميسر، غانم قدوري، ص101 بتصرف).

مثال على الغنة المفخمة: {مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا}
ومثال على الغنة المرققة: {مِّن كانً تًقيَاً}.

*تتبع الغنة في مراتبها من حيث قوة التفخيم قوة الحرف الذي يليها ونوع حركته، وذلك يكون نظريا أما في التطبيق فإنه لا يتضح إلا النزر اليسير.

وجاء في هداية القارئ: "الحق أن الغنة صفة تابعة لموصوفها اللساني أو الشفوي وليست حرفا".

 

 

 

الدلالات النفسية للتفخيم والترقيق في القرآن الكريم:

الصوت في القرآن الكريم، فإنّ أصغر وحدة صوتية فيه يمكنها أن تمثل مادّة بحثية لها قيمتها الدلالية. فكلّ صوت في هذا الكتاب الحكيم وُضِع موضعه الذي لا يَصلح غيره ليحلَّ محلّه، فإذا وُقِفَ على سرِّه انكشف بعضٌ مِمّا فيه، وخَفِي ما هو أعظم، فإنه ﴿لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ﴾ [الكهف:109]، وإذا لم يُوقَف عليه فإنّ لسان الحال يقول: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد:24].

لقد شغل بيانُ القرآن العربَ منذ اللحظات الأولى لنزوله، فغدا شغلهم الشاغل، سواء مَن آمَنَ به، أو مَن لم يُؤمن، فقد طَلَع عليهم القرآن الكريم فرأَوا في أسلوبه ذات ألفاظهم وقد تساوقت فيما ألِفوه من طُرُق الخطاب وألوان المنطق، دون عنَتٍ أو تصنُّع، غير أنه « ورد عليهم من طُرُق نظمِه، ووجوهِ تركيبِه، ونَسَقِ حروفه في كلماتها، وكلماته في جُملها، ونَسَق هذه الجمل في جملته ما أذهَلَهم عن أنفسهم، من هيبة رائعة وروعة مخوفة، وخوفٍ تقشَعِرُّ منه الجلود، حتى أحَسّوا بضعف الفطرة القوية، وتخلّف الملَكة المستَحكَمة، ورأى بلغاؤهم أنه جنسٌ من الكلام غير ما هم فيه، وأنّ هذا التركيب هو روح الفطرة اللُّغوية فيهم، وأنه لا سبيل إلى صرفه عن نفس أحد العرب، أو اعتراض مساغه إلى هذه النفس، إذ هو وجه الكمال اللغوي الذي عرف أرواحهم، واطّلع على قلوبهم، بل هو السِّرُّ الذي يفشي نفسَه وإن كَتَموه، ويظهر على ألسنتهم، ويتبيّن في وجوههم، وينتهي إلى حيث ينتهي الشعور والحسّ ».(إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، مصطفى صادق الرافعي، ص134).

وفي القاعدة الصوتية في القرآن الكريم فهي تنث على أن أصوات الكلمات تجيء وفقا لما في معانيها من قوة وضعف. (انظر الخصائص، لابن جني، ص157).

ولا يمكن أن نستشف معنى واحدا دقيقا لكل صوت محدد من أصوت القرآن وإنما هناك لكل موضع من مواضع القرآن الكريم دلالة تمثلها النغمات والأصوات لا يمكن ان يعبر عنها بغير تلك الأصوات، وهذا طبعا من إعجاز القرآن الكريم.

وقد كان هذا المبحث من مباحث الإعجاز مبحثا حاضرا في كتب العلماء القدامى كمثل: الرماني، والخطابي، والباقلاني، وضياء الدين ابن الأثير.

وأما عند المعاصرين فقد تطرق إليها أيضا عدد من العلماء، كمثل: الرافعي، وسيد قطب.

 *للاطلاع على أمثلة أنظر لكتاب الدلالات النفسية للأحكام التجويدية د.مارية الدهمانية.




تم بحمد الله وتوفيقه#

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب ينصح بها لطلبة العلوم الشرعية