من مخططات الإستكبار العالمي في البلاد الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم 

قبل فترة طويلة وجدت كتاباً مجمعاً بسلك كما تجمع الملازم وغيرها ، بلا اسم للمؤلف ولا تأريخ الكتابة ‘ ومكوناً من (108) صفحة ، وبعنوان (من مخططات الاستكبار العالمي في البلاد الإسلامية ) شرعت في قراءته فوجدت أنه أكد لي مفاهيماً كنت أعرفها لكنني لم أعطيها الأهمية التي تستحقها ، وعندما أنهيت القراءة نويت نشره وأردتُ أن يعرف كل مسلم وبالأخص عربي ما جاء فيه ، فقد كتبته من باب الغيرة على الدين وسعياً إلى فك ما نقاسيه من سعي حثيث إلى تجريدنا وسلخنا مما كنا عليه ، ولكن بعد ماذا وللأسف بعد أن تدرك أنه بالفعل إننا مشوهون ومنسوخون، فلا نقول سوى اللهم ادفع عنا كيد الأعداء ، ورزقنا الصبر والتمسك على الصراط القويم ..

(الغلاف )


(ملحوظة: قمت بكتابته نصا دون تعديل أو تدقيق في المعلومات)

وهذا ما جاء فيه :  

العنوان : من مخططات الاستكبار العالمي في البلاد الإسلامية 

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله الذي لا يُرجى غيره .. ولا يؤمل سواه .. له المنة على ما أعطى .. وله الشكر على ما أولى تباركت ربنا وتعاليت .. انه لا يعز ما عاديت .. ولا يذل من واليت . 

والصلاة والسلام على نبي الرحمة والمبعوث إلى اللاإنسانية جمعاً بالهدى ودين الحق .. و الداعي إلى الصراط المستقيم . 

وعلى آله الكرام .. وصحابه العظام .. الذين نشروا العدل .. وقاوموا كيد المطلين . وعلى كل من سار سيرتهم .. واقتفى أثرهم إلى يوم الدين . 

       *               *            * 

وبعد فنحن في عهد يمر فيه المسلمون - الآن - بمرحلة تعتبر من أدق مراحلهم .. وأكثرها تشابكاً وتداخلاً .. وتعقيداً .. بسبب ما طرأ على العالم من تقدم هائل في العلم والتقنية والإمكانات والوسائل المتاحة .. إلى غير ذلك . حيث تستخدم هذه الوسائل .. وتلك الإمكانات.. وغيرها من أنواع التقدم الأخرى للكيد .. والدس .. ولإيجاد ظروف ومناخات تخدم أهدافاً .. وأغراضاً يضعها الشيطان للإنس .

وحيث تسخر تلك المواد العلمية التي توصل إليها العصر الحديث لمحاربة كرامة الإنسان وأخلاقه ومثله . 

وللهيمنة على أرزاقه ومقدراته . 

والأخطر من ذلك .. سلخه من دينه وقيمه .. والوصول إلى درجة يكون فيها أقل من الحيوان .

       *               *            * 

ولقد كان نصيب ديار المسلمين من هذه الرجة أو من هذه المحنة نصيبا كبيرا جدا حيث فقد التوازن و اختلطت الأمور وغم الحال على الناقد البصير و صارت أوضاع هذه الأمة تتردى من سيئ إلى أسوأ و المستعان الله .

و هذا ما سنوضحه -إن شاء الله- في هذا البحث محاولين أن نعطي صورا واضحة و دقيقة لذلك الكيد الذي يكيده الاستكبار العالمي أو ل الاحتلال الجديد بمختلف أشكاله و ألوانه و أساليبه و فتنه التي يحاول أن يندس وراءها و يخادع بها .

*          *        *

فما أحوج شباب العالم الإسلامي اليوم ان يبصر و يتبصر ويعي و يدقق في أطر وطرق الغواة الذين يريدون به الشرو يقودونه إلى الهاوية .

و ما أحوجه أن ينبه و يحاط علما بما يحاك و يدبر ضده و بما يدور حوله و بما يرتقبه من مؤامرات و مكايد .ثم ما 

احوجه كذلك لأن يرجع إلى تعاليم دينه الحنيفة وقيمه القويمة و عقيدته السمحاء .. يستمد منها الحصافة والحصانة والوقاية وتنير بصيرته أمام تلك المخاوف و المخاطر.

و قد لا نبالغ إذا قلنا أن هناك -الآن- حربا صليبية قائمة و معلنة ضد الإسلام و أمته يدعمها التقدم العلمي و التكنولوجي و تساندها الوسائل الرهيبة المتعددة و تسير وفق تخطيط دقيق معدود و مدروس و محسوب و ترصد لهذا كله آلاف الملايين.

*       *       *

و الحقيقة أن الحروب الصليبية السابقة و التي أثارها النصارى ضد المسلمين و إسلامهم الحقيقة أن تلك الحروب لم تنته و إنما تغيير مسارها أو غيرت هي من مسارها إلى مسار آخر و انتقلت من مواجهة إلى مواجهة أخرى و تركت مرحلة لتبدأ مرحلة ثانية قد تكون أشرس و أشد فظاعة من سابقتها.

فبهد أن كانت المعركة الدائرة تدار في ميادين مكشوفة و تدعمها الجيوش المدججة بالسلاح و يحتدم فيها النزال بين الفرقاء في الميدان.

إذا بها الآن تتحول إلى ميدان آخر يعتمد على الدس و الوقيعة و الحيل و المخاتلة و الملاينة أحيانا و استعمال العملاء و الفرص.

وإذا بها الآن تتحرك بطريقة قد لا يدرها الإنسان العادي او البسيط و قد تأخذ مسار المواجهة الساخنة إذا احتاج الامر لذلك.

 *      *        *   

و أخطر ما في الأمر أن قيادة العالم الإسلامي قد ضعفت و هزلت و تحولت إلى هياكل تمشي على الأرض و لا تعي من أمرها شيئا.

و تحولت المسؤولية من أهل الوعي و الرشاد إلى أناس اتسموا بالجهل و اغباء و العبث و المفارقات العجيبة.

و بذلك ومن هذا الباب الواسع فقد وجدت تلك القوى الأجنبية المتربصة الفرصة -أمامها-سانحة ومهيأة استطاعت -من خلالها- أن تلج إلى قلب العالم الإسلامي و بكل بساطة و سهولة و أن تلتحم مع هذه القوى الداخلية و تجعل منها أداة طيعة للوصول إلى ما تريد. 

وبهذه الطريقة اللئيمة الماكرة انقلبت الموازين وانعكست المعايير وانعدت الرؤية الصحيحة و النظر السليم.

و بالجملة فقد دخلت الفتنة و الشر من هذا الباب الواسع ، حتى اختلط الحابل بالنابل، واستحدثت أعراف ومفاهيم صار فيها المعروف منكرا والفضيلة رذية ، والخير شرا، و الإحسان إساءة، والعكس بالعكس وهكذا.


*        *         *

ومما زاد الطين بلة قدوم عنصر جديد إلى المنطقة وغرسه في قلبها، ثم تدويله وإعطاؤه حجما غير حجمه، ومؤهلا غير مؤهله، وإمكانات تنهال عليه هنا و هناك.

أولئك هم اليهود الذين جمعوهم من شتى أقطار الأرض وشغبوا بهم على المنطقة، وأرادوهم أن يكونوا جسرا، او رأس حربة العالم الإسلامي.

وقد أخذ اليهود _بكل وقاحة و غطرسة_ يمارسون في المنطقة هذه اللعبة القذرة التي وكلت إليهم، ووجدوا المرتع خصبا، والظروف مهيأة، والرياح تهب في صالحهم ، بفضل فقدان المنطقة للقيادات الحكيمة الصالحة.

فقاموا بمهمة الدس و الكيد و الوقيعة و التدخلات السرية و العلنية والمؤامرات وكل البشاعات والجرائم.


و ذلك بعد أن قاموا بمهمة التقتيل والتشريد والسيطرة على بلاد المسلمين ومقدساتهم وإثارة الحروب والنزعات والنزاعات في سلسلة طويلة من الجرائم البشعة.

و المسلسل ما يزال مستمرا..

*           *            *

ولكن مهما طال ليل هذا الباطل، وامت أمده، ومهما كانت بهرجته وهيله وهيلمانه فإنه _لامحالة_ صائر إلى زوال واضمحلال، فعمر الباطل قصير، والبغي مصرعه وخيم، وليله الداجن سينجلي عن صبح مشرق إن شاء الله.

والبركة والخير في أهل الخير، وفي البقيا المبعثرة هنا وهناك .

اللهم هيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، و ينهى فيه عن المنكر.


فكرة التخطيط لهدم الإسلام    


تتكون فكرة التخطيط لهدم الإسلام على أساس هدمه من الداخل أي من داخل البلاد الإسلامية، و ليس عن طريق الحروب المباشرة كتلك التي استخدمت فيما يسمى بالحروب الصليبية.

فقد أدركوا يومها أن أسلوب الحروب صعب التكاليف وغير مأمون العواقب، ومن ثم تحولوا إلى أسلوب آخر يقوم على أساس مخطط مدروس دراسة دقيقة ومحكمة تعتمد على أساس النفس الطويل و الصبر والتأني.

وهم بعد ذلك يلجئون إلى الحسم العسكري أخيرا وفي النهاية وحين يحتاجون إليه حسب الفرص والمناسبات كما فعلوا أخيرا في انقضاضهم على العراق، حيث تولى حكامه تهيئة الجو، وإعطاءه الفرص وشكلوا الذريعة المهمة لإنجاح هذا المخطط.


*           *          * 

وقد تبين الآن أن هنالك مخططات من هذا النوع يتعاون ويشارك فيها أكثر من دولة، وأكثر من جهة، ويتم التنسيق فيما بينها.

ويتضح هذا الأمر جليا في المؤامرة الكبرى التي حاكها الغرب مع اليهود أو حاكها اليهود مع الغرب.

و التي انجلت عن تمكين اليهود من احتلال (فلسطين) وغرزهم في داخل البلاد الإسلامية، مع ما رافق ذلك من أحداث وحروب وكوارث وشناعات وبشاعات وتقتيل وتشريد .. الخ 

فقد اشتركت في هذه المؤامرة دول الغرب كلها .. ولو بأقدار متفاوتة، وهنالك مخطط سابق فيما يقال اشتركت فيه كل من روسيا .. وبريطانيا  وفرنسا..

 وكانت من نتائج هذا المخطط تقطيع أوصال البلاد الإسلامية بين هذه الدول على أثر انهيار الحكم التركي . وهذا ما يفصح بوضوح عن النوايا المبيتة .. وأنها هي النوايا التي كانت وما تزال .

 والشيء الذي اختلف هو أساليب التخطيط من عصر لآخر .. فبعد استعمال القوة المباشرة أصبحت الآن تلك النوايا تنفذ تحت أساليب أخرى تتناسب مع هذا العصر .

ثم يأتي استعمال القوة في مرحلة أخيرة .. وحين تفشل تلك الأساليب .. وحين تواتي الظروف.

*          *            *

وقد اتضح الآن أن الذين جندتهم الخارجية البريطانية خلال مستهل القرن الثامن عشر ( ۱۷۱۰ م ) بقصد هدم الإسلام .. وتحطيمه .. وملاحقة أبنائه في البلاد الإسلامية كان عددهم أكثر من خمسة آلاف . وكانت الوزارة يومها تفكر في رفع هذا العدد فيما بعد من خمسة آلاف .. إلى مائة ألف هذه جهة واحدة .. في دولة واحدة .. 

فكيف بالجهات الأخرى مجتمعة ؟ 

وكيف بالدول الأخرى التي تسير على نفس هذا المنوال ؟

وإذا كان كذلك في مستهل الفرن الثامن عشر، فكيف بالحال الآن بعد قرنين من الزمن، وبعد ما حصل من تقدم العلم والتقنية والوسائل والمخترعات؟

إنه شيء هائل جدا، وفظيع جدا، ورهيب جدا.

ولكن الله عز وجل أكبر من مخططاتهم وأقدر من كل قدير.

((وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)) سورة الأنفال الآية 30

*           *            *  

وقد تمكن الاستكبار من مد خيوط مخططاته ومؤامراته بفضل تفوقه في الوسائل و الإمكانات وبما لديه من خبرة وتقنية، وبما يملك من تقدم في مجال العلم و المعرفة.       

واستطاع بذلك أن يكون دراسات وإحصاءات وتحليلات عن العالم الإسلامي، وأرضه ومائه وبحاره وجباله وطوله وعرضه بما فيه من بشر وطباع وصفات ومفارقات..الخ.

فهناك لجان مختصة ومشكلة في كل بلد غربي تقريبا يوكل إليها متابعة ودراسة أحوال كل بلد وشؤونه وقضاياه الخاصة والعامة، بقصد الإفادة من هذه الدراسة.

وهذا النوع من الدراسة كان معمول به منذ زمن بعيد: أي منذ عهود الاحتلال الفعلي، وإن كان قد تغير الآن ثوب الاحتلال ولبس أثوابا أخرى تناسب مع الزمن، ومع مقتضيات العصر، إلا أن قضية الدراسة و المتابعة هذه وملاحقة بلدان العالم الإسلامي لا تزال مستمرة.


و الشيء الذي تغير فيها هو أنها تدار بطريقة أدق و أعمق من ذي قبل.

و صارت أشمل و أكثر استيعابا للمستجدات، وربما أشد خبثا ومكرا ودهاء.

*           *            *

ومعلوم أن المقصود من هذا كله هو التعرف الدقيق والصحيح على أوضاع تلك البلاد المستهدفة، وماذا يجري فيها من اتجاهات وسلوك وتفكير وعمل الخ..

وتسجيل كل ما يجري في هذا البلد أو ذاك.

وذلك كله من أجل السيطرة عليه وجعله يسير في ركابهم، والتحكم في مصادر رزقه، والمسك بزمام الأمور فيه وما يتبع ذلك من استغلاله اقتصاديا واثناء عزمه طموحاته وتكبيل فكره وبعثرة جهوده وإخماد معنوياته وتبديدها وهكذا.

وقد وصلت هذه الموجة من الأبحاث و الدراسات الآن إلى الكونجرس الأمريكي، فقد أصدر هذا الكونجرس كتابا عدد صفحاته (442)صفحة يضم محاضر جلساته في صيف و خريف عام 1985 م لدراسة الأصولية في العالم الإسلامي (أي لدراسة الإسلام).

ومن الواضح ان الغرض من هذه الدراسة هو ما سينتج عنها من كيد و مؤامرة، و وضع العراقيل في طريق الإسلام وأمته.(المسلمون 6 ديسمبر 1991م)

*           *            *  

و الشيء الاعجب في هذا الامر أن كثيرا من هذه الدراسات وتلك البحوث صارت تمول وينفق عليها من أمال المسلمين أنفسهم ومن مقدرات البلاد الإسلامية، وتحت مسميات كثيرة قد تكون باسم البحوث و الدراسات العلمية وقد تكون باسم الأمم المتحدة، كالصحة العالمية واليونسكو والمساعدات الإنسانية وقد تكون باسم المعونات التي يقدمها الكبار للصغار الخ..


نقاط الضعف.. و نقاط القوة  


وهم دائما يعمدون إلى نقاط الضعف لدى مجتمعاتنا الإسلامية ويحللونها، ويتعرفون عليها تماما.

ويعمدون  أيضا إلى نقاط القوة في المجتمع فيرصدونها.

وذلك كله لمقاصد سيئة خبيثة، وهي استغال جوانب الضعف في الأمة ومحاوله توسيعها أو على الأقل محاولة إبقاءها كما هي، وهي كثيرة في المجتمعات الإسلامية مثل الاختلاف فبين المذاهب والاختلاف بين الحكام وبين الشعوب والاختلاف بين العلماء والعشائر.

ومثل الجهل و الأمية وعدم الدراية بالأمور، وعدم الوعي.

ومثل بساطة الناس في أحوالهم ومعاملاتهم.

ومثل استبداد الحكام و الفوضى في الأمن وفي النظام.

ومثل تدهور الصحة والفقر واحتياج الناس الخ..

وهي كثيرة جدا.

فيعمدون إلى هذه النواحي، ويضعون لها المخططات الكفيلة بإبقائها كما هي، بل توسعها لتفاقمها في المستقبل وتتحول إلى مشاكل ضاربة في المجتمع بحيث يفشون سوء الظن والتفرقة والإبقاء على الجهل وتلفيق الاتهامات ضد أهل العلم وخاصة العاملين منهم والمحافظة على دكتاتورية الحكام واستبدادهم وتلهيتهم وإغراق المجتمع بالجمر والفساد والتبذير وإشاعة أن الإسلام احتقر المرأة وإحياء النعرات القومية والوثنية و الإقليمية كما حصل بالنسبة لإحياء الفرعونية في مصر والبابلية في العراق والوثنية في فارس والقومية العربية في بلاد العرب. مثل نشر الربا وإضعاف الصلة بين الناس والعمل على الوقيعة بينهم والتشكيك في القيم والمبادئ، الخ..

وهذا الباب كبير جدا فتحه الاستكبار العالمي ووجد فيه ضالته المنشودة.

 *           *            *  

وفي مقابل ذلك يعمدون إلى مناطق القوة في المجتمع مثل التمسك بالقيم والعقيدة والأخذ بأسباب القوة في الحياة وإنعاش الاقتصاد والاخذ بيد لجماعة والترابط بين أفراد الأسرة والأخذ بأسباب العزة و الكرامة.

القيام بالأمر بالمعروف النهي عن المنكر والعمل على كثرة النسل والزواج والاعتزاز بالقرآن الكريم وبالسنة المشرفة وبسيرة السلف الصالح والعمل على الجهاد في سبيل الله.

فهذه وأمثالها مظاهر قوة في الأمة.

فيعملون على خلخلة هذه الأمور ووهنها وإضعافها.

*           *            *  

ويأتي على هذا الاتجاه محاولة الإبقاء على المشاكل في المجتمع المسلم، ومحاولة تغطيتها أو معالجته علاجا سطحيا لتبقى كامنة، وذلك بقصد تفجيرها في الوقت المناسب كما حدث لكثير من الشعوب والمجتمعات التي كانوا على صلة بها.

وكما يحدث الآن لمجتمعاتنا و الأمثلة كثيرة وعديدة كما هو الحال في بروندي والصومال وأفغانستان والجزائر.


إثارة الفتن والقلاقل والنعرات والصراعات



ومن هذه المخططات إثار الفتن والنعرات والصراعات الداخلية والخارجية والحدودية والعرقية وحتى الدينية.

وقد يحصل النظام القائم في تلك البلاد المستهدفة على بعض الفتات في مقابل ذلك كأسلحة وبعض المعونات الاقتصادية ولا تهم النتيجة بعد ذلك في سبيل أن يبقى هذا الحكم او ذاك.

وقد جاء أن مجلد الكنائس العالمي أنشأته المخابرات الأمريكية لإثارة الفتن والقلاقل في العالم الإسلامي ولكي يتوصلوا عن طريقه إلى أغراض استعمارية.

ومعلوم أن من أساليبهم المستعملة في هذا الشأن أسلوب (فرق تسد) وهو أسلوب إنجليزي قديم.

ومعروف أن دهاقنة السياسة في إنجلترا كثيرا ما يتخفون تحت هذا الأسلوب في مختلف أدوارهم مما يدل دلالة واضحة على النوايا المبيته والشريرة التي يكنها هؤلاء لشعوب العالم المستضعفة.

وتجدهم الآن لكي يضمنوا استمرار الخلاف و الشقاق فيما بين فئات البلد الواحد يظهرون للحكام في ذلك البلد أن هناك فئات تقوم بأعمال كذا وكذا فيستعدوهم عليها، ليضمنوا تحقيق مآربهم ونواياهم في هذا البلد أو ذاك.

وكثيرا ما تقوم أجهزة مخابراتهم بأعمال تفجير القنابل، وقتل الأشخاص، ونسف المرافق بالمتفجرات إلى آخر هذا المسلسل الإجرامي.


   *               *                 *

ولعل أجهزة مخابرات اليهود تحوز على الرقم القياسي في هذا الشأن.

والمعروف أن اليهود يمثلون النقمة والفتنة أينما حلوا في أي زمان ومكان.

وأغلب الفتن والظواهر التي من هذا القبيل و التي تقل في البلاد الإسلامية ومنذ أن قامت دولة العصابات في فلسطين كانت من صنع السياسة اليهودية ومن عمل الموساد.

ففي عهد (البرزاني) في العراق كانوا يمدون ثورة الأكراد ويشعلونها.

وفي عهد (عبد الناصر) لما شعروا بشيء من التحدي اتخذوا علاقات فاعلة مع كل من تركيا وإيران والسودان وأثيوبيا بقصد تطويق حركة عبد الناصر وهكذا تجدهم يقضين لكل حركة ولو قبل ظهورها.

وهم دائما يحاولون إثارة أي خلاف يلوح لهم في الأفق، ثم استعداء الفرقاء على بعضهم البعض ليصلوا من وراء ذلك إلى أهدافهم.

فهم يستغلون الأوضاع عندما تكون قابلة للتفجر تحت أي مسمى وأي مبرر..

وهكذا يلتقطون النقاط التي يمكن التسرب منها إلى أي منفذ ينفذون منه إلى تلك الجهات، كما أنهم يحاولون إيجاد المعوقات واستمرارها.


_يقول ضابط الموساد الإسرائيلي الهارب إلى كندا (فكتور استروفسكي): "إن الموساد هي التي تمول الإرهاب في مصر وهي التي تنشر المخدرات وهي التي تضع الخطط لتخريب السياسة، وهي التي تعمل لزعزعة السلطة وقلب نظام الحكم وإغراقه في الفوضى وأن إسرائيل تتبنى سياسة دائمة  على أن مصر هي العدو الاستراتيجي الأول في المنطقة، وأن الإسلام هو خصمها اللدود الذي لا حياة لها في كنفه"(الغد المشتعل ص98).   

وهذه شهادة واحد من أهلها، إسرائيلي من داخل إسرائيل.

   *               *                 *

 وجاء في الوثيقة التي كتبها لويس التاسع وشرح فيها مخططه يقول في بندها الأول: {إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدث فليعمل على توسيع شقها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملا في إضعاف المسلمين}

(معالم على الطريق ج1_ ص94-95}.

 

تقسيم البلاد الإسلامية

مما يصب في هذا الإطار تقسيم البلاد الإسلامية إلى دول عديدة، كل منها ينتمي إلى قومية وعشيرة ووطن.

وبذلك تتعدد الانتماءات ثم تتخاصم وتتحارب وتتقاتل.

وتصبح كل واحدة من هذه الدويلات عدوة للأخرى، وهكذا تتلاشى الوحدة وتنفصم عرى الوفاق والوئام، ويسود المجتمع المسلم التشتت والتشرذم.

فهم يحسبون لوحدة هذه الدول ألف حساب وحساب، كما يقول وزير المستعمرات (أورمس جور) في وثيقة رقم (271\5595) في متحف وثائق تاريخ لندن، يقول:{إن الحرب العالمية الأولى علمتنا أن الوحدة الإسلامية هي الخطر الذي ينبغي على الدولة الإسلامية أن تحاربه ... ،ثم يقول:  

وجاء في الوثيقة التي كتبها لويس التاسع وشرح فيها مخططه يقول في بندها الأول: {إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدث فليعمل على توسيع شقها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملا في إضعاف المسلمين}

(معالم على الطريق ج1_ ص94-95}.

 

تقسيم البلاد الإسلامية

مما يصب في هذا الإطار تقسيم البلاد الإسلامية إلى دول عديدة، كل منها ينتمي إلى قومية وعشيرة ووطن.

وبذلك تتعدد الانتماءات ثم تتخاصم وتتحارب وتتقاتل.

وتصبح كل واحدة من هذه الدويلات عدوة للأخرى، وهكذا تتلاشى الوحدة وتنفصم عرى الوفاق والوئام، ويسود المجتمع المسلم التشتت والتشرذم.

فهم يحسبون لوحدة هذه الدول ألف حساب وحساب، كما يقول وزير المستعمرات (أورمس جور) في وثيقة رقم (271\5595) في متحف وثائق تاريخ لندن، يقول:{إن الحرب العالمية الأولى علمتنا أن الوحدة الإسلامية هي الخطر الذي ينبغي على الدولة الإسلامية أن تحاربه ... ،ثم يقول:  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب ينصح بها لطلبة العلوم الشرعية